عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي، أبو نصر: قاضي القضاة، المؤرخ، الباحث. ولد في القاهرة سنة (727 هـ) وانتقل إلى دمشق مع والده، وكان طلق اللسان، قوي الحجة، انتهى إليه قضاء الشام وعزل، وتعصب عليه شيوخ عصره فاتهموه بالكفر واستحلال شرب الخمر، وأتوا به مقيدا مغلولا من الشام إلى مصر. ثم أفرج عنه، وعاد إلى دمشق، فتوفي بالطاعون سنة (771 هـ).
هذا كتاب جمع فيه مؤلفه تراجم أعلام المذهب الشافعي حسب طبقاتهم، وقد اشتمل الكتاب على مقدمة طويلة، تحدث فيها المؤلف عن فضل لا إله إلا الله، وأركان الإسلام الخمسة، وفضل الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومكانة قريش وفضلها، ومناقب الإمام الشافعي، وقول أما بعد في الخطبة، واشتملت المقدمة أيضًا على نتف مما أنشد بين يدي سيدنا رسول الله من الأشعار والأراجيز، وذكر خروج السلطان الأعظم، ثم قسم المؤلف الكتاب إلى سبع طبقات، بادئًا بالطبقة الأولى، فالثانية، وهكذا، يذكر في كل طبقة اسم الفقيه ونسبه، وروايته ودرجته بين أهل العلم وشيئًا من مآثره، وبدأ الطبقة الأولى بالترجمة لأحمد بن خالد الخلال أبو جعفر البغدادي العسكري، وانتهى بالطبقة السابعة حيث ترجم فيها لمن توفي بعد السبعمائة.